ملخص كتاب الرجال من المريخ و النساء من الزهرة

   يسلّط هذا الكتاب الضوء على الاختلافات والفوارق بين الرجل والمرأة، والتي أدّى عدم فهمها وإدراكها من قبل الطرفين إلى مشاكل وخلافات كثيرة تحدث بينهما، ويصوّر بصورة لطيفة هذه الاختلافات بتخيّل أن الرجال جاءوا من كوكب آخر مختلف عن الكوكب الذي جاءت منه النساء ليساعد القارئ في تقبّل وتفهّم الفوارق.

يذهب الرجال إلى كهوفهم وتتحدث النساء:


في هذا الفصل يكشف لنا الكاتب عن أحد أعظم الفروق بين الرجال والنساء ألا وهي طريقة تعايشهم مع الضغوط، ففي هذه الأوقات تكون حاجات الرجل للشعور بتحسّن مختلفة عن حاجات النساء.

عندما يتضايق الرجل يصبح هادئاً جداً ويدخل إلى كهفه الخاص ليُفكّر في مشكلته وليجد لها حلاً. يصبح الرجل بإطراد مبتعداً، وكثير النسيان، وغير متجاوب. يبدو كأن 5% فقط من عقله متاح للعلاقة بينما 95% الأخرى لا تزال في شغل.

أمّا عندما تتضايق المرأة، فإنّها تشعر غريزياً برغبة في الحديث عن مشاعرها ومشاكلها، إنها غير مهتمة مباشرة بالعثور على حلول لمشكلاتها، بل تبحث عن الراحة بالتعبير عن نفسها ومن ثمّ تشعر بتحسّن.

بإدراك هذه الفروق، يمكن للمرأة أن تتقبّل رد فعل شريكها تجاه الضغوط على إنه أسلوبه في التعايش مع الضغط، بدلاً من أن تأخذ الأمر بشكل شخصي عند ابتعاده وتعتقد أنّه تعبير عن كيفية شعوره نحوها وأنّه لا يحبها بدرجةٍ كافية.

وبتذكّر أنّ النساء من الزهرة، يعلم الرجل بأن المرأة تتحدّث وتشتكي لكي تشعر بالتحسّن. فالرجل يبدأ بتقديم الحلول لشريكته عندما يراها تشتكي وربما شعر بانزعاج، لأنه يفترض أنها تتحدث لأنها تلومه وتعتبره مسئولاً عنها. هو لا يعرف بأنّها ستكون ممتنّة لهُ لو أنّه أنصت باهتمامٍ فقط واحترم مشاعرها، دون أن يقدّم لها سيلاً من الحلول.

التحدث بلغات مختلفة:


يتعرّض "د. جون" في هذا الفصل بطريقةٍ لطيفة لاختلاف طريقة استخدام مُفردات اللغة بين الجنسين، فالمرأة تستخدم صيغ التعميم في التعبير عن مشاعرها، فنراها تقول: "أنت لا تنصت لي أبداً"، "أنت لم تعد تحبّني". هذا الأسلوب يختلف عن ما يستخدمه الرجل، فهو يستخدم اللغة كوسيلة لنقل المعلومات والحقائق فقط، ولذلك فهو يُترجم الكلام الذي تقوله شريكته حرفياً.

فعندما تقول امرأة لزوجها: "نحن لا نخرج أبداً" يقول الرجل: "هذا ليس صحيحاً، لقد خرجنا الأسبوع الماضي"!.

إنّ الرجل لا يدرك بأنّ المرأة تستعمل كلمة "أبداً" للتعبير عن إحباطها في تلك اللحظة فقط، فهي تقصد أن تقول: "أشعر برغبةٍ في الخروج وعمل شيءٍ ما معاً، أحب أن أكون معك. هل تأخذني للعشاء خارج المنزل؟"!

على الجانب الآخر، حين تسأل امرأة زوجها قائلةً: "ما بك؟" ويجيب هو : "أنا على ما يرام". فبسبب عدم فهمها للغة الرجال ستسمع: "إنني غير مستعدّ لمشاركتك شعوري بالضيق، أنا غير مهتم"!. غير إنّه يعني فعلاً ما يقول، فهو يقصد: "أنا على ما يرام، وأستطيع أن أتعامل مع ما يزعجني، ولا أحتاج إلى مساعدة، وإذا احتجتُ فسأطلبها"!.

استكشاف حاجاتنا العاطفية المختلفة:


"الرجل والمرأة كلاهما يشعر بأنّه يُعطي ويُعطي، ولكن لا يحصل على المقابل!".

هكذا يلفت الكاتب نظرنا في هذا الفصل إلى إننا كرجال ونساء لا نعرف كيف ندعم بعضنا بعضاً، لأننا نقدّم أسلوب الرعاية الذي نحتاجُه نحن، وليس ما يحتاجه شريكنا.

فالمرأة تظن إنّها تكون محبّة عندما تعبّر كثيراً عن رعايتها واهتمامها، غير إن هذا يمكن أن يكون مزعجاً جداً للرجل، فربما يبدأ يشعر بأنّه محكوم ويرغب في بعض الحرية. على العكس من ذلك لو حظيت المرأة بمثل هذا النوع من الدعم فإنها ستكون ممتنّة.

فلكل من الرجال والنساء حاجات أوليّة وأساسية مختلفة عن الآخر، ويمكن توضيح حاجات الحب الأولية تلك كالتالي:

المرأة تحتاج لـ : الرجل يحتاج لـ :

1- الرّعاية 1   الثقة

2- التفهّم 2- التقبّل

3- الاحترام 3- التقدير

4- الإخلاص 4-الإعجاب

5- التصديق 5-الاستحسان

6- الطمأنينة 6-التشجيع

فالرجل يحتاج إلى الثقة أكثر مما يحتاج للرعاية، والمرأة تحتاج للطمأنة بإشعارها بأنها محبوبة أكثر من حاجتها للتشجيع. وتستطيعين كامرأة إشباع حاجات زوجك بتقبّله كما هو وتقديره، أظهري لهُ بأنّه لا يلزمهُ أن يكون مثالياً تماماً ليستحقّ حبك.

هذا لا يعني بأنّ كل من الرجال والنساء لا يحتاجون إلى أصناف الحب التي يحتاجها شريكهم، إلاّ أن إشباع الحاجات الأولية يكون مطلوباً قبل أن يتمكن الفرد من تلقّي وتقدير الحاجات الأخرى.

إحراز النقاط مع الجنس الآخر:


من الاختلافات اللطيفة الأخرى التي يطرحها الكاتب هو ما جاء في هذا الفصل.

يظن الرجل بأنه يحرز نقاطاً كبيرةً مع المرأة عندما يقدّم لها شيئاً عظيماً، مثل شراء سيارة، ويفترض أنه يحرز نقاطاً أقل عندما يقوم بفعل شيءٍ قليل، مثل فتح باب السيارة لها، أو شراء وردة، لكن هذه المعادلة لا تنفع، فكل هدية بالنسبة للمرأة لها نفس القيمة.

للمرأة خزان حب كخزّان الوقود في السيارة، وهو يحتاج إلى أن يُعبّأ مرّةً بعد مرّة، والقيام بأشياء صغيرة هو سر تعبئة هذا الخزان.

ويعرض الكتاب 101 أسلوب وطريقة يستطيع الرجل بواسطتها أن يحافظ على خزان حب شريكته مملوءاً، منها:

· عند العودة إلى المنزل حاول أن تجدها قبل كل شيء وضمّها.

· اعرض المساعدة عندما تكون متعبة.

· أحضر إلى المنزل الحلوى التي تحبها.

· خذها في نزهة على الأقدام دون اصطحاب الأطفال.

أما الرجال فهم يعطون النقاط بطريقةٍ مختلفة، ففي كل مرة تقدّر فيها المرأة ما يقوم به الرجل من أجلها يشعر هو بالحب ويعطيها نقطةً في المقابل، وعندما تكون حاجته إلى حبها أعظم، يميل إلى إعطائها نقاطاً أكثر.

على سبيل المثال، إذا كان قد ارتكب خطأ وهو يشعر بالإحراج أو الخجل، فهو عندئذٍ بحاجةٍ أكبر إلى حبها ودعمها. فعندما يضلّ الزوج الطريق مثلاً، وتنظر هي إلى الجانب الإيجابي في الحادثة وتقول: "ما كان بإمكاننا أن نشاهد منظر الغروب الجميل لو أننا سلكنا الطريق المباشر"، سيقدّر ذلك وسيسعده كثيراً، فهو أيضاً لديه خزان حب وهو يمتلأ كذلك بكيفية رد فعلها أو كيفية شعورها نحوه.

كل ما سبق هو جزءٌ يسير من علمِ كثير.. فالكتاب يحوي على فصولٍ أخرى تكشف لنا المزيد من الأسرار عن عالم حواء وآدم، ليكون دليلاً لك في علاقتك مع شريكك.. ولتنعم بعلاقةٍ سليمة صحية طالما أنشدتها في مخيّلتك.

ويختم "د. جون" كتابه قائلاً بأنّ العلاقة تشبه الحديقة، فإذا كان لها أن تزدهر فيجب أن تُسقى بانتظام. فالحب يجري أحياناً بسهولة، وأحياناً يتطلب الجهد، وأحياناً تكون قلوبنا ملأى وأحياناً نكون فارغين.

تعليقات

المشاركات الشائعة